أعياد القديسين
10
تشرين الاول - اكتوبر
لاتيني
01 اكتوبر
القدّيسة تريزيا للطفل يسوع، البتول ومعلّمة الكنيسة
وُلِدَتْ في مدينة ألانسون في فرنسا عام 1873 م، من أبوين تَقيَّين، أعلنتهما الكنيسة مؤخّرًا طوباويَّين. نشأت على قيم الإنجيل. دخلت دير راهبات الكرمل في ليزيو وهي ما زالت في الخامسة عشرة من عمرها، مُتّخذةً ﭐسم تريزيا للطفل يسوع والوجه المقدس. مارست، على الأخصّ، فضيلتَي التواضع والبساطة الإنجيليّة، والثقة الكاملة بالله. وسلكت طريق الطفولةِ الانجيليةِ، التي عاشها يسوع في الناصرة، وكتبت سيرتها بكل بساطة في كتابها «سيرة نفس». وعلَّمت هذه الفضائل للمبتدئات بقولها ومثلها. رَقدَت في الرّبّ في الثلاثين من شهر أيلول (سبتمبر) عام 1897، باذلةً حياتَها مِن أجل خلاصِ النفوس، وتجديدِ الكنيسة. أعلنَ البابا پيّوس الحادي عشر قداسَتَها سنة 1925، ثم أعلنها شفيعةً للإرسالياتِ الكاثوليكية في العالم. كان لها أثرٌ كبيرٌ في توجيهِ الحياةِ المسيحيةِ والقداسةِ في هذا العصر. أعلنها البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني معلِّمةً للكنيسة. من أقوالها: «وجَدْتُ مكاني في الكنيسةِ، وهذا المكانُ، أنتَ، يا ربِّ، منَحْتَني إيّاه. في قلبِ الكنيسةِ أُمّي، سأكونُ الحبَّ. به سأكونُ كلَّ شيءٍ، وبه يصبحُ حُلمي واقعًا».
02 اكتوبر
القدّيسون الملائكة الحرّاس
يُخبرنا الكتاب المقدّس أنّ الملائكة هُم «أَرواحٌ مُكَلَّفونَ بِالخِدْمَة، يُرسَلونَ مِن أَجْلِ الَّذينَ سَيَرِثونَ الخَلاص» (عب 1: 14). إنَّهُم خَلائقُ اللهِ، ماثلونَ في حضرَتِه ليُسبّحوه (رَج. أش 6: 3) وهُم يَشتهونَ أن يُمعِنوا النَّظرَ في أسرارِ خلاصِنا (رَج. 1 بط 1: 12). في العهد الجديد، يقولُ يسوعُ في دفاعِه عن الأطفال، إنّ ملائكتَهُم تنظرُ دائمًا وجهَ الآبِ في السَّماء (مت 18: 10). وفي أعمال الرسل نجد قصةَ تحريرِ بطرسَ مِنَ السجنِ على يدِ ملاك. آمنَ المسيحيون - كغيرهِم منَ الناس - منذ القِدَم بوجودِ هذه الأرواحِ السّماوية، وصوّروها ككائناتٍ مُجنّحَةٍ للتعبيرِ عن وظيفتهم في الوساطةِ بين السّماء والأرض. أمّا كلمة «ملاك» العربية فتقابِلُ الكلمةَ اليونانيةَ «أنغِلوس» وهي تَعني مُرسَل. ففي لغةِ الكتابِ المقدّس يُشيرُ هذا المصطلحُ إلى شخصٍ أُوكِلَت إليهِ مُهمّةٌ مُعيّنة. يقولُ القدّيس برناردُس: «حتّى وإنْ كانَ الطَّريقُ أمامَنا طويلًا بعدُ، ومحفوفًا بالمخاطِر، ماذا نخافُ معَ مثلِ هؤلاءِ الحُرَّاسِ؟ إنَّهم أُمَناءُ فَطِنون وقادِرون: فماذا نخاف؟ لِنَتبَعْهُم فقط، وَلْنَتمسَّكْ بهم، فنَبقَى في حراسةِ إلهِ السَّماء».
04 اكتوبر
القدّيس فرنسيس الأسيزي
وُلِدَ في مدينةِ أسيزي في إيطاليا عام 1182 م. عاشَ شبابًا لاهيًا وكان يرغبُ في أن يصيرَ فارسًا. اشتركَ في حربِ أسيزي ضدّ پيروجا فوقع أسيرًا فيها. بعد إطلاقِ سراحِه، تعرّفَ على واقعِ مرضى البَرَصِ فبدأ بخدمَتِهم، ومِن خلالِهم بدأ يهتدِي إلى الله. بعدَ وقتٍ يسيرٍ تنازلَ عن أموالِ والدِهِ متّخذًا فضيلةَ الفقرِ عروسًا لنفسِهِ، ليقتفيَ آثارَ المسيح. أخذَ يعِظُ في كلِّ مكان بالإنجيلِ داعيًا الناسَ إلى حبِّ اللهِ، بفرحٍ وبساطة. اشتهرَ بمحبّتِه الكونيّةِ الشاملةِ، فكانَ يدعو الخليقةَ بأجمعِها لتسبيحِ الله. اجتمعَ حولَهُ العديدُ من الرفاق، فكوَّنوا جماعةً رغِبَتْ في العيشِ على مثالِ الرسل، سمّاها جماعةَ «الإخوة الأصاغر»، أو ما يُعرف اليوم برهبنةِ الفرنسيسكان. وضعَ قوانينَها التي نالَتْ موافقةَ الكرسيّ الرسوليّ. أسَّسَ أيضًا رهبنةً نسائية، و»الرهبنة الثالثة» للعلمانيين. عام 1219حجَّ إلى الأماكنِ المقدّسةِ، وقضى فيها وفي سوريا ومصر بعضَ الأشهرِ، حيث التقى بالسلطانِ الكامل وحاورَه. نالَ، قبلَ وفاتِهِ بسنتَين، نعمةَ سماتِ المسيح على جبل الڤيرنا. رَقدَ في الربّ عام 1226. ظلَّ رهبانُهُ يحرسونَ الأماكنَ المقدسة حتى عام 1342، حيث وافقَ البابا كليمنس السادس، ببراءَةٍ بابويةٍ، على وجودِهم هذا، وعلى أن يكونوا هُم حُرَّاسَ الأماكنِ المقدّسةِ بـﭑسم العالم الكاثوليكي. من أقوالِهِ: «تَأَمَّلْ، أَيُّها الإِنسانُ، عَظَمَةَ المَرْتَبَةِ الَّتي رَفَعَكَ إِلَيْها اللهُ: فَقَدْ خَلَقَكَ وَصَنَعَكَ عَلى صورَةِ ﭐبنِهِ الحَبيبِ، مِنْ حَيْثُ الجَسَدُ، وَعَلى مِثالِهِ هوَ مِنْ حَيْثُ الرُّوح».
06 اكتوبر
القدّيس برونو، الكاهن
وُلِدَ في مدينةِ كولونيا في ألمانيا عام 1053 م، من عائلةٍ نبيلة. درسَ في باريس ورُسِمَ كاهنًا ثمّ علَّمَ الفلسفةَ واللاهوتَ فيها. لكنَّه رَغِبَ في حياةِ الخلوة، فأسَّسَ هو وستّة رفاقٍ له، بمُساعدَةِ الأسقف، ديرًا في منطقةِ «كارتوزيا»، منها جاءَت تسميةُ «رهبنة الكرتوزيِّين»، وهي قائمةٌ على العزلةِ والتأمّلِ والعملِ اليدوي مع القليلِ من الحياةِ الجماعيةِ المشتركة. عيّنهُ البابا أوربانُس الثّاني مُستشارًا له لمساعدَتِه في خدمةِ الكنيسةِ خلالَ الأزمنةِ العصيبةِ التي كانت تَمرُّ بها. أنشأ، بالإضافةِ إلى الدير الأول، أديرةً أخرى ﭐتّخذَ رهبانُها نفسَ نمطِ الحياةِ في الصلاةِ والعمل. رَقدَ في الرّبّ في إقليم كالابْرِيَا في إيطاليا عام 1101. بعدَ موتِهِ اكتشفَ رفاقُهُ كتابًا يحوي تعاليمَه التي صاغَها قانونًا لحياةِ رُهبانِهِ، والذي صادَقَ عليهِ الكرسيّ الرسوليّ عام 1176. مِن أقوالِه لرهبانِه: «افرحوا، أنتم، إخوتي الأعزّاء، لِنَصيبِكم من السَّعادةِ، ولجودِ نعمةِ الله الوافرةِ عليكم. افرحوا لأنَّكم نجَوْتُم من الغرقِ ومن مخاطرِ هذا العالمِ الهائجِ. افرحوا لأنَّكم بلَغْتم آمَنَ مكانٍ في الميناءِ المكانَ الهادئَ الحصينَ».
15 اكتوبر
القدّيسة تريزيا ليسوع، البتول ومعلّمة الكنيسة
وُلِدَتْ في مدينةِ آڤِيلا في إسبانيا عام 1515 م. انضمَّتْ إلى رهبنةِ الكرمل، فخطَتْ خُطُواتٍ جبَّارةً على طريقِ الكمال. نالَتْ من الرّبّ خِبراتٍ صوفيَّةً ومُكاشفاتٍ إلهيَّة. بدأتْ إصلاحَ رهبنتِها فتعرَّضَتْ لصعوباتٍ جمَّة، ولكنَّها بقيَتْ ثابتةً حتى تغلَّبت على كلِّ شيءٍ بشجاعة. طافَتْ في أوروبا، وبَنَتْ كثيرًا منَ الأديرة. لها مؤلفاتٌ كثيرةٌ، ذاتُ مكانةٍ مرموقةٍ في الأدبِ الإسبانيّ. تَبدو في كتُبِها معلِّمَةً في الحياةِ الروحيةِ، فيها تروي ﭐختباراتِها الشخصيةَ في الحياةِ الصوفيّة. يُقالُ إنّها من أعظَمِ النّساءِ في التاريخ. رقدَتْ في الرّبّ عام 1582 في آلبا دي تورِّس بالقرب من مدينة سَلَمانكا، وذلك في ليلة 4 تشرين الأول (نوفبمر)، وهو اليوم الذي جرى فيه تعديل التقويم اليولياني، ليوافق يوم 15 تشرين الأول بحسب التقويم الغريغوري. أعلنَها البابا بولسُ السادسُ معلّمةً للكنيسة. من أقوالِها: «إذا أرَدْنا أن نُرضِيَ اللهَ وأنْ ننالَ منهُ نِعمًا كبيرةً، فهو يريدُ أنْ ننالَ هذه النِّعمَ عن طريقِ طبيعتِه الإنسانيّةِ المقدَّسة ... يجبُ ألّا نبحثَ عن طريقٍ آخرَ، حتى ولو وصَلْنا إلى قِمَّةِ التأمُّلِ والمشاهدةِ الصُّوفيّةِ. هذا هو الطَّريقُ الذي ندخُلُه آمنِينَ مُطمئِنِّين».
22 اكتوبر
القدّيس يوحنا بولس الثاني، البابا
ولد كارول ڤوتيلا بالقرب من كراكوڤيا في بولندا، عام 1920. بدأ بدراسة اللاهوت في عمر الحادية والعشرين، في مدرسةٍ سرّيّة، بسبب قيام النازية، التي احتلّت بولندا آنذاك، وبسبب إغلاق كليّات اللاهوت. بعد صعوباتٍ جمّة رُسِمَ كاهنًا عام 1946 وأُرسِلَ إلى روما لإكمال علومِه. قام بتدريس اللاهوت في كراكوڤيا بعد عودته إليها. عُيِّنَ أسقفًا وهو في عمر الثامنة والثلاثين. شاركَ بمساهماتِه في أعمال المجمع الڤاتيكاني الثاني. وفي عام 1962 عيّنهُ البابا بولس السادس رئيسًا لأساقفة كراكوڤيا، وبعدها بخمسِ سنواتٍ ضَمّهُ إلى مجمعِ الكرادِلة، فكان له دورًا كبيرًا في صياغة الرسالة البابوية «حياة الإنسان»، التي حدّدَ فيها البابا بولس السادس العقيدة الأخلاقية في حظرِ الإجهاض ووسائل منع الحمل الاصطناعي. اعتلى السدّة البطرسيّة عام 1978. أصدرَ العديد من الرسائل العامّة فيها أوضحَ علاقة الإيمان بالعقل والأخلاق بالحريّة المسيحية. جالَ بلادًا عديدةً لنشرِ الإنجيل. كان لهُ دورٌ بارزٌ في سقوط النظام الشيوعي المُلحِد. تعرّض لمحاولةِ اغتيال عام 1981، إلّا أنه نجا منها وزارَ مُغتالَهُ في سجنِه صافحًا عنه. عمل كثيرًا على إرساءِ الحوارِ بينَ مُختلفِ الكنائسِ، ومع الديانات الأخرى. رَقدَ في الرّبِّ عام 2005، فهتفَ الشعبُ فورًا مُطالِبًا بإعلانِ قداستِه، التي أعلنها رسميًّا البابا فرنسيس عام 2014. من أقوالِه: «لا يستطيعُ الإنسانُ أنْ يعيشَ دونَ محبّة. فهو يبقى لغزًا لا يَفهَمُ نفسَهُ، ولا معنَى لحياتِهِ، إنْ لم تتوفَّرْ لهُ المحبّة، إنْ لم يجدْها، ويَختَبرْها بنفسِهِ ويشاركْ فيها مشاركةً حميمة».